نيوستار
عدد المساهمات : 242 نقاط : 456 تاريخ التسجيل : 15/11/2009 العمر : 58
| موضوع: قصة البئر الأحد ديسمبر 12, 2010 5:02 pm | |
| قصة البئر لم يمكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها، فاللعنه تسكنها، وتحل على كل من حاول أن يقترب ولو على مرمى حجر منها، والشواهد الداله على شزمها وأفعال الشياطين التي تسكنها ليست خافيه على أحد؛ فهذه " حمده الهبلى " ما زالت تجوب الأزقه وهي ترفع ثوبها إلى رأسها، تلطم حينا وتضحك أحيانا، والسبب كان البئر، إذا أنها تحدت كل الروايات وأقسمت أن تشرب من ماء البئر ذات ظهيره، وحين عادت كان المس قد تملكها، فراح الصبيه في الحاره يطاردونها بلا كلل، ويلقون عليها الحجاره، وكانت حمده تتوعدهم، وحين علموا أنها لن تؤذيهم ازدادوا اصرارا على مطاردتها، رغم نصائح الأهل المتكرره لهم وتهديدهم في أغلب الأحيان بأن الله سوف يعاقبهم ويجعلهم مثلها تماما، إلا أن المنظر الذي أصبح مألوفا لكل سكان الحي هو مرور " حمدى الهبلى " أمام أصحاب البقالات، والدكاكين، أحيانا كانت تبصق عليهم وأخرى كانت تلاطفهم ليمنحوها حبة من الحلوى. أما " سلامه " فقد أقسم أن يعرف سر البئر، وأن يصارع كل شياطينها، فإنه حين حمل بندقيته صباح ذلك اليوم القائظ، أعلن لكل أهل البلده عزمه الأكيد على الشرب من ماء البئر، وأنه إن لزم الأمر سيقوم بقتل كل الشياطين التي تستوطنها وتجعل من قعرها بيوتا لها. وحين حاول أهل البلده كلهم أن يثنوه عن فعلته تلك، أصر على أن ينفذ ما يدور في رأسه، ولم يكن أمام الجميع إلا الدعوه له بالعوده الميمونه، والانتصار المظفر على الشياطين التي سكنت هناك، وحين غادر " سلامه " ميمما صوب البئر اجتمع أهل البلده كلهم بين مصدق ومكذب، بين معجب بشجاعته وبطولته وبين مشفق عليه ما ستؤول إليه حالته حين تركبه الشياطين وتجعله مطية لها. أطبق الصمت على البلده كلها، حتى ثغاء الشياه أصبح خافتا لا يكاد يسمع، والمرضعات حرصن على أن يرضعن أطفالهن لكي يناموا، كي لا يسمعوا صوت العراك بين " سلامه " والشياطين، فقد قالوا: إن الصغار من بني البشر وكذلك الحيوانات هم الذين يسمعون أصوات الشياطين ويرون رؤوسهم المفلطحه وعيونهم المشقوقه في منتصف الجبين. اختفى "سلامه " من أمام البلده، اتجه جنوبا أولا ثم شاهدوه وهو يتجه شمالا؛ إذ كان يرغب في أن يحاصر الشياطين حتى لا تراه إلا وهو على حافة البئر، وسمع صوت حركة أقرب لشخص يصفق بكلتا يديه، حدق في أسفل البئر، كانت المياه تغطيه حتى المنتصف، أدلى بدلوه في الماء، وأثناء محاولته إخراج الدلو، اندفع طير صغير أسود اللون، عرف أنه الوطواط، أدرك ساعتها أنه الذي كان يصفق جناحيه.
الدلو تمتلئ ماء... يسحبها ثم - على مهل - راح يتلذذ يتجرع الماء البارد الذي لم يتذوقه أحد من البلده منذ زمن بعيد... حرص على أن تظل الدلو مملوءة لأنه سيحملها معه عند عودته ثم راح يردد: " لن يصدقني أهل البلده حين أعود، وسيظلون على قناعتهم بأن هذه البئر مسكونه، ويتكبدون عناء المسير ست ساعات متواصله إلى البئر الأخرى. لا بد من الخديعه، ولا بد لي من أنتزع من عقولهم قناعاتهم..." دار حول البئر ثم فجأه قفز من أمامه أرنبمذعور فأطلق عليه رصاصه فقتله.
" ألم نقل لكم إنها المعركه تدور الآن بين " سلامه " والشياطين..؟ كلكم اصمتوا حتى نسمع..." تحد كهل كان يتكئ على جدار البيت ومن حوله التف العديد من النساء والأطفال والرجال... رصاصه ثانيه تمزق السكون... وثالثه.. ورابعه... عشر رصاصات كانت تدوي بين الفينه والأخرى والبلده تتقلب على جمر الانتظار، تلهج ألسنتهم بالدعاء إلى الله أن يجعل النصر حليف ولدهم. المختار يردد بصوت أقرب للحشرجه: " سيكون عشاؤه عندي الليله إذا عاد سالما ". صوت آخر: " وسنسهر حتى يطلع الفجر ". صوت آخر: " ولكم المهم أن يعود ". البلده تجتاحها حمى الأسئله: هل سيعود أم لا؟ هل سيقتله الشيطان أم لا؟ هل سيتلبسه الشيطان كما فعل مع " حمده " أم....؟ وفيما كانت البلده تسكنها الأسئله المقلقه الحيرى، كان " سلامه " يبتسم وهو يرشق دم الأرنب على جوانب البئر، ثم يشكل من دمه خيطا رفيعا اتجه من البئر إلى الجهه الشرقيه.
"النهاية مفتوحة" | |
|
الطائر الحر
عدد المساهمات : 164 نقاط : 373 تاريخ التسجيل : 01/01/2009 العمر : 30
| موضوع: رد: قصة البئر الخميس ديسمبر 16, 2010 5:57 pm | |
| شكرا لك على هذه القصة الجميله عنجد لو مااستخدم هاي الحيله ماكان قدر يقنع اهل القريه | |
|